ياسين اندرويد: الماك بوك الجديد ، كل ما تريد معرفته عن الجهاز والتقنيات الجديدة فيه

ذكر تيم كوك في تقديمه للماك بوك الجديد خلال الحدث الخاص بآبل في مارس الماضي

“تحدينا أنفسنا لإعادة صناعة الكمبيوتر المحمول ، وفعلنا ذلك”

بلغة الأرقام ذكر تيم بأنه في الوقت الذي تراجعت صناعة المحمول 2% تقدم الماك بوك بنسبة 21%.

فهل فعلا يعني ذلك أم هي مجرد دعاية و مبالغة إعلامية في وصف الجهاز؟!

دعونا نأخذكم في البداية في لمحة بسيطة عن تاريخ عائلة ماك بوك ..

عائلة ماك بوك الحالية ظهرت في العام  2006 كبديل لمنتجين رئيسين سابقة، هما باور بوك PowerBook المخصص للإستخدام الإحترافي و iBook المخصص للإستخدام التعليمي و الإستخدام العادي ، حيث ظهر الجيل الأول من ماك بوك برو بقياس ١٧ بوصة ( توقف إنتاجه ) و ١٥ بوصة – ١٣بوصة كبديل لسلسلة باور بوك PowerBook الإحترافية، و تلاهما ماك بوك آير في ٢٠٠٨ بقياس ١٣ بوصة و ١١ بوصة كبديل لسلسلة iBook التي كانت تستهدف قطاع التعليم.

الماك بوك أو كما يطلق عليه إعلامياً ماك بوك الجديد The New MacBook جاء بخط إنتاج جديد للشركة بالتوازي مع ماك بوك برو و الماك بوك آير ، و قد جاء بمميزات داخلية و خارجية بعضها يظهر لأول مرة في عالم الأجهزة المحمولة بشكل عام!

خارجياً

• الشاشة

الجهاز الجديد جاء بشاشة ريتنا بدقة ٢٣٠٤X١٤٤٠ أي بحوالي ٣.٣ مليون بيكسل وهو ما كان يتوقع أن يتم إضافته لجهاز الماك بوك آير كما حدث سابقاً مع الماك بوك برو، إلا أنه يبدو أن آبل بدأت بدق أول مسمار في نعش الماك بوك آير الحالي و ربما نسمع قريبا بخبر إيقافه نهائيا. حيث إكتفت آبل منذ العام الماضي بترقيات بسيطة في معالج الجهاز.

الشاشة الجديدة كذلك جاءت بسماكة 0.88 مليميتر و هي أنحف شاشة تم تصنيعها من قبل آبل، بالإضافة إلى أنه قام المهندسون على إعادة تصميم إلكترونيات البيكسل نفسه الذي يأتي بثلاث بيكسلات صغيرة [ أحمر – أخضر – أزرق ] وهي التي تقوم على عملية تكوين الألوان في الشاشة فقد تم إعادة تصميمه من الداخل و إعطاء مساحة أكبر للبيكسلات الصغيرة بالظهور مما يعني درجة وضوح عالية بالنسبة للألوان. هذا التعديل جعل الشاشة و التي هي أكبر مستهلك للطاقة تقوم على توفير ما يقارب ٣٠٪ من الطاقة مع ثبات درجة الوضوح العالية.

• لوحة مفاتيح جديدة

جميع لوحات المفاتيح الحالية تستخدم تقنية واحدة تعرف بـ “عملية المقص” فعندما نقوم بالضغط على طرف أي من الأزرة تلاحظ أن الزر ينخفض من جانب و يبدأ بالإرتفاع من الجانب الآخر فيما يشبه عملية المقص ، هذه العملية تتضح بشكل أكبر للأشخاص الذين يقومون بالكتابة على لوحات المفاتيح بشكل سريع بما يعرف بـ ” الكتابة السريعة أو الكتابة باللمس ” و يتفاجئ بأن هناك بعض الأحرف لم تظهر في النص الذي قام بكتابته و سقطت سهواً نتيجة الضغط الخاطئ على طرف الأزره.

لوحة المفاتيح الجديدة قامت بإستبدال قطعتي المقص أسفل كل زر بقطعة واحدة تعمل بطريقة مشابه لأجنحة الفراشات و سميت بـ Butterfly Mechanism ”  بحيث أنه عند الضغط على طرف الزر فسوف ينزل بشكل كامل ليلامس الشريحة الإلكترونية في الأسفل و يتم طباعة الحرف على الشاشة ، وكذلك تم إستبدال موصل السيليكون بين الزر في الأعلى و الشريحة في الأسفل بآخر من الحديد الغير قابل للصدأ لضمان دقة التوصيل بشكل أكبر.

هذا التحول في تقنية لوحة المفاتيح سمح للمهندسين بتصميم لوحة مفاتيح بدقة كتابة تصل إلى ٤ أضعاف السابقة، و ٤٠٪ إنخفاض في بروز الأزره (أدناه صورة توضح ذلك من تغطيتنا عبر حسابنا في سنابشات AppleWd يوم إطلاق الجهاز في متاجر آبل)

مع ١٧٪ حجم أكبر للزر الواحد، و بالتالي تمت إعادة توزيع مساحة لوحة المفاتيح على مساحة ١٢ بوصة بشكل أكثر راحة و تناسب. أما فيما يخص الإضاءة فقد تم وضع إضاءة LED منفردة لكل زر في لوحة المفاتيح بدل من السابق التي كانت تضيئ جميعاً مع بعضها البعض.

• تراكباد جديد

التراكباد العادي و الشبيه بلوح القفز فوق المسبح حيث أنه مثبت في جزءه العلوي و يتأرجح في الأسفل تم إستبداله بتراكباد جديد كليا و أكثر ذكاء. بإستخدام تقنية Force Touch و التي أعلن عن ظهورها لأول مرة كميزة أساسية في ساعات آبل الذكية Apple Watch، و يتوقع بشكل كبير جداً قدومها لأجهزة الآيفون القادمة، قد تم الإستفادة منها في التراكباد الجديد. فهو عبارة عن طبقة خارجية من الزجاج و أسفل منه أربعة مستشعرات لقوة الضغط في الأركان الأربعة. تقوم هذه المستشعرات بتحسس قوة اللمسة على التراكباد الجديد في أي جزء من أجزاءه (السابق لا يقبل الضغط إلا في الجزء الأسفل منه “المتأرجح”) و تقوم بتقديم وظائف إضافية بما يعرف بـ force click و التي تختلف عن اللمسة العادية. فمثلا عند اللمس بقوة على كلمة ما في محرر النصوص أو المتصفح فسيتم إظهار تعريف بالكلمة، و عند اللمس بقوة على عنوان مرسل إليك فسوف يظهر هذا العنوان على الخريطة مباشرة لمشاهدته، و عند اللمس على تاريخ أو توقيت قد وصلك في رسالة ما فسيتم إنشاء حدث فوري بداخل التقويم، و عند اللمس بقوة على ملف في الفايندر ستظهر لك معاينة سريعة لمحتوى الملف دون الحاجة لفتحه. و مثال آخر في مجال التطبيقات الرسومية فإن قوة اللمس تحدد سماكة الخط المرسوم، فهو يزيد سماكة كل ما زادت قوة اللمس

داخلياً

• البطارية

البطارية من أول الأشياء و أهمها و التي وضعتها نصب عيني عند التفكير في شراء جهاز محمول بعد التجربة المريرة التي عشتها مع أجهزة سابقة ، فمن أكثر المميزات التي جعلتني أفكر بأجهزة الماك بوك هي القدرة على التحكم في شحن البطارية ، و لا يهم إن بقي الجهاز موصول بالشاحن لأيام . و السبب الأهم هو المدة الزمنية التي تمنحها لك أجهزة ماك بوك المحمولة و التي تتراوح ما بين ٩ إلى ١٢ ساعة .

قبل عامين أدخلت آبل لوحات هاسويل Haswell من أنتل و التي لديها قدرة كبيرة على توفير الطاقة مما رفعت المدة الزمنية من حوالي ٥ ساعات سابقا إلى أن أصبحت تتجاوز ٩ الساعات .

آبل لم تكتفِ بهذا القدر، فهي تسعى لأجهزة محمولة أخف وزنا و أصغر حجما، وهذا بلا شك سوف يقلص من المساحة الداخلية المتوفرة للبطاريات. لذا عمدت إلى حيلتين تقنيتين ذكية. الأولى هي إعادة تصميم اللوحة الأم كما سيرد ذلك لاحقاً. التقنية الثانية هى إعادة تصميم خلايا البطاريات التي يجب أن تأخذ شكل مربع و لا يمكن إعادة تشكيلها حسب منحنيات الجهاز، فكانت الفكرة الذكية هي بتصميم البطارية من شرائح متعددة الطبقات ليتم إستغلال جميع زوايا المساحة الداخلية و التي وصلت إلى ٣٥٪ من المساحة كان ممكن أن تضيع و كما قال فيل شيلر Phil Schiller :

” لا نريد أن نشحن هواء، بل نريد أن نشحن بطاريات.”

• المروحة

جميع من إستخدم أجهزة الكمبيوتر المحمولة عندما تسأله عن أكثر سبب يضايقه حتى و مع قله المعرفة التقنية لديه، يخبرك بأنها حرارة الجهاز و أنه يسخن كثيرا أثناء الإستخدام. و عندما تصنع آبل جهاز بدون مراوح داخلية فهذا يعني أن الشركة تراهن بسمعتها على موضوع الحرارة و هي أكثر النقاط سلبية في تاريخ أجهزة الكمبيوتر عموما و المحمول بالأخص. فجهاز الماك بوك الجديد هو أول جهاز محمول من صنع الشركة يأتي بدون مراوح. ظهور الجهاز بدون مراوح حمل في طياته ميزتين مهمة. الأولى هي وداعاً للحرارة ( لماذا المروحة إذا لم توجد حرارة؟) . الثانية هي الإستفادة من مساحة المروحة لوضع بطاريات أكبر.

• اللوحة الأم

قامت آبل بإستخدام اللوحة الأم لجهاز الماك بوك آير ١١ بوصة و بعد أن تم حذف المروحة كما ذكرنا سابقاً، قامت آبل بإعادة هندسة اللوحة و تقلص ٦٧٪ من مساحتها و ذلك أسهم بشكل كبير في تخفيض الحرارة الناتجة ومنها أمكن الإستغناء عن المروحة و تقليل إستهلاك الطاقة و توفير مساحة أكبر للبطاريات، بعد أن إستخدمت الجيل الخامس من معالجات إنتل و التي تبدأ بسرعة 1.3GHZ و تصل إلى 2.9GHz مع إستهلاك نفس كمية الطاقة كما في السابقة و المقدرة بـ 5 واط .

بشكل عام

• الوزن

بعد كل هذة المواصفات فالجهاز الجديد يزن أقل من كيلو جرام واحد وبالضبط وزنه هو ٠,٩٢كجم وبسماكة ١٣,١ ملم .

• الإتصالات

لا أحد يقتني جهاز كمبيوتر محمول و يريد التفكير في توصيل المزيد من الأسلاك و البقاء بجانب الأجهزة الأخرى. فمعَ إهتمام آبل بهذا الجانب في أجهزتها المحمولة و تقديمها سابقاً لتقنيات إتصال مثل AirPlay لبث المحتوى الصوتي و المرئي على أجهزة مختلفة، و AirDrop لتبادل الملفات و التي أصبحت تدعم الإتصال بين أجهزة الماك بنظام OS X 10 و أجهزة الهاتف و التابلت بنظام  iOS 8 من خلال خاصية Continuity و Handoff، بالإضافة لـ Hotspot لمشاركة إتصال الإنترنت. و ذلك بفضل الجيل الرابع للبلوتوث Blurtooth 4.0 و الجيل الجديد من تقنية الواي فاي WiFi/ac الذين جعلا الجاحة للإتصال بواسطة الأسلاك بالأجهزة الأخرى تكاد تكون شبه معدومة. إلا أنه و بجانب جميع ما سبق فقد تخلت آبل عن جميع المنافذ المعروفة في أجهزتها السابقة مثل HDMI + VGA + USB + DisplayPort + Power Port و إستبدلتها بمنفذ وحيد هو USB-C. هذا المنفذ الجديد الذي يدعم جميع ما سبق فهو منفذ عرض و منفذ شحن و منفذ توصيل. حيث ساعد حجمه الصغير و الذي يعادل ثلثي منفذ USB المتعارف عليه حاليا في القدرة على الإستفادة منه في جهاز بهذا النحف. و سهّل من عملية توصيله حيث يعمل بكلا الإتجاهين و لا حاجة للبحث عن الإتجاه الصحيح قبل توصيل الكيبل.